حلب، 1 كانون الثاني/يناير 2017-لا يمكن أن تعكس الأرقام والقصص عمق المعاناة التي عاشها كل سوري محتاج في
حلب. إن عدد من ترك شرق حلب غير معروف ولكن تقدر الأمم المتحدة وشركاؤها أن يصل العدد إلى 000,35 على
الأقل أثناء إخلاء الاسبوع الماضي
لا تزال الأمم المتحدة قلقلة بشأن الـ116000 شخص الذين تسجلوا في مراكز إيواء النازحين من الأحياء التي سيطرت
عليها الحكومة مؤخراً في شرق حلب، بما في ذلك 80158 ممن نزحوا إلى مناطق داخل وحول مدينة حلب، و36086
إلى إدلب والريف الغربي لحلب.
إن حجم الدمار في حلب هائل ويحتاج إلى مساعدة جبارة، الأمر الذي يتطلب اتباع نهج شامل لإعادة الإعمار بدعم الخدمات
الأساسية والبنية التحتية الحيوية في مجالات كالرعاية الصحية والمياه والإصحاح، وأنظمة التعليم والكهرباء وسبل العيش.
وفي غضون ذلك تعمل الأمم المتحدة وشركاؤها بشكل وثيق مع الدوائر والمؤسسات التقنية الحكومية من أجل الاستجابة
للاحتياجات العاجلة والملحة.
يستحق السوريون المحتاجون ما أقله الغذاء والماء والصحة والمأوى والتعليم وسبل العيش والسلامة في ظل استمرار
الأزمة. وتحول اهتمامنا الجماعي إلى عمل جماعي بقيادة السلطات المحلية وبدعم الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب
الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية والشركاء المحليين. ينبض في قلب هذه
المدينة التاريخية أهل ها, وقد استطاعت الأمم المتحدة وشركاؤها الآن من الوصول إلى حوالي 000,400 نازح في حلب
من خلال برامجنا الطارئة والاعتيادية التي توصل مباشرة الإغاثة والخدمات.
بسبب التقاليد والأعراف المتينة، استقر بعض النازحين مع أهلهم وأصدقائهم، إلا أن الآلاف قد لجؤوا إلى المباني غير
المكتملة ومراكز الإيواء غير الرسمية. كان على النازحين تعديل سبل عيشهم. في حين تظل هياكل الإيواء وظروفها التحدي
الرئيسي, إلا أن آلاف النازحين استوعبوا في مراكز إيواء جماعية والتي تحتاج الأمم المتحدة وشركاؤها إلى موافقة الحكومة
على إعادة تأهيلها.
ومنذ بداية الأزمة، كان تغيير نمط الحياة صادما للأسر السورية المحتاجة وشملت المساعدات العاجلة التي قدمتها الأمم
المتحدة وشركاؤها للنازحين في حلب مجالات المأوى والغذاء والمواد غير الغذائية والتغذية والتعليم والمياه والإصحاح
والمساعدات الصحية وخدمات الحماية والإنعاش المبكر. ونحن ممتنون لشبكاتنا حيث إن 80-90 في المئة من المساعدات
الإنسانية المقدمة وزعها الهلال الأحمر العربي السوري وغيره من الشركاء الذين يوزعون الإمدادات التي تقدمها الأمم
المتحدة والتي تواصل مع الشركاء تقديم الخدمات للمحتاجين، بما في ذلك المشورة والمساعدة القانونية والدعم النفسي
والاجتماعي واستخراج الوثائق المدنية.
تصّور الشتاء القارس في حلب مع هبوط درجات الحرارة أكثر في الليل. لقد تلقى المساعدات أكثر من 261000 بما في
ذلك 80158 نازحاً جديداً في إطار برامج الاستجابة لفصل الشتاء للأمم المتحدة مع توزيع مواد الإغاثة الأساسية مثل
159000 بطانية و1300 فرشة و 33000 عدة ملابس شتوية، و 300 خيمة عائلية و 16000 سجادة و 15000
كيس نوم و 5000 بيدون (مستوعب مياه). على الرغم من الجهود المبذولة للتحضير لفصل الشتاء، والحاجة أكثر من ذلك بكثير.
لا يمكن أن يؤخذ الماء والوقود كأمر مفروغ منه ونظرا لنشاط الأمم المتحدة الذي قل الحديث عنه، يحصل 1.1 مليون شخص على إمدادات المياه من خلال تقديم الوقود وتركيب وتأهيل خزانات المياه في مراكز إيواء النازحين وإصلاح الشبكة . المياه بسرعة في مشروع 1070 شقة
يتمثل أحد أهدافنا في تمكين النظام الصحي الذي يوفر استجابة فعالة وسريعة ومنتظمة لجميع أنواع الطوارئ الصحية. وفي
الأشهر السابقة، سلمت الأمم المتحدة أكثر من سبع عيادات متنقلة و12 فرق جوالة تقدم خدمات صحية أساسية. كما حضرت
70 طناً من المستلزمات الطبية التي يمكن أن تقدّم ما يصل إلى 100000 دورة علاجية في المناطق التي تعاني من نقص
في حلب. وبالإضافة إلى ذلك، تم تلقيح 10398 طفل ضد مرض شلل الأطفال ال معد والخطر. كما أحيلت 1381 حالة
طبية حرجة لمرضى أو جرحى من شرق حلب إلى 5 مستشفيات عامة. وباعتبار أنه للمواد الصحية تأثير مباشر على
الكرامة، فقد استفادت أكثر من 24000 أسر محتاجة في مدينة حلب من مجموعة مستلزمات النظافة، ويستمر توزيع 16000 مجموعة نظافة متبقية.
وغطت الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني بسرعة الاحتياجات الغذائية ل 119500 شخص لمدة شهر واحد حيث أنشئت المطابخ الجماعية التي تواصل
تقديم وجبات الطعام لـ20700 نازح في مراكز الإيواء الجماعية في حلب والتي تقدم وجبتين ساخنين يومياً لكل شخص. وباعتبار أن الخبز هو مادة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، تتابع الأمم المتحدة من خلال شركائها توزيع ربطات الخبز الطازج يومياً لأكثر من 40000 محتاج في جميع أنحاء حلب.
يستحق جميع الأطفال فرصة عادلة لتحقيق أحلامهم. وحتى الآن في هذه المحنة، حددت الأمم المتحدة 64 طفلاً غير مصحوباً
ويتلقون الآن رعاية ومتابعة مدراء الحالات. نريد ان نعطي فرصة الأمل للأطفال، وستساعد الأمم المتحدة في استعادة
مرافق التعليم في حلب وقامت بتركيب الصفوف الدراسية الجاهزة استجابةً لاحتياجات تعليم الأطفال النازحين، ووضعت
برامج التعلم الذاتي ووزعت مئات آلاف المواد التعليمية ومستلزماتها.
يتراكم الحطام والنفايات الصلبة في أحياء وطرق عديدة ومحطات الضخ. وتعمل الأمم المتحدة بنجاح مع البلديات لإزالتها.
وانضم 115 نازحاً إلى ورش الأمم المتحدة الإنتاجية ومشاريع إعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية الجارية. وسيتابع هذا
النموذج الانتقال إلى أحياء أخرى.
وهناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتحسين أثر الإنعاش المبكر والعمل الإنساني في حلب. فعلى الرغم من المبادرات
المهمة التي اتخذتها الجهات الفاعلة الإنسانية في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما فيما يتعلق بعملية الإخلاء، فإن عدم وصول
المساعدات الإنسانية إلى بعض المواقع القليلة يرجع إلى وجود ذخائر غير منفجرة أو أكوام حطام هائلة التي تعيق إمكانية
الوصول إليها.
يستمر العمال في أداء مهمتهم الضخمة في إزالة الأكوام الخرسانية وال صلب وغيرها من الحطام الذي سد بعض أجزاء حلب
الأمر الذي يتطلب آليات ثقيلة لا يمكن الحصول عليها حالياً.
تحظى الأمم المتحدة بإمكانية الوصول إلى أحياء حلب جميعها مباشرة أو من خلال شركائها. وتجري الأمم المتحدة عمليات
تقييم في هذه المواقع، وسوف تقدم قريباً إلى الجهات المانحة نتائج تقييمها جنباً إلى جنب مع الاحتياجات التمويلية لكل قطاع.
كما تحتاج الأمم المتحدة إلى مساعدة الجهات التي يمكنها إزالة الذخائر غير المنفجرة بأمان من الأحياء.
كما نأمل أن تستمر الحكومة بالتزامها بخطط استجابة الأمم المتحدة وشركائها من توسيع استجابتها في المنطقة بدءاً بالسماح
لهم بالدخول لكافة المناطق في حلب. كما يتطلب إيصال مزيد من المساعدات المنقذة للحياة إلى السماح بإرسال فرق إضافية
إلى حلب للتطرق للتحديات الهائلة ولمتابعة العمليات الإنسانية هناك. ونبقى مستعدين لمساعدة الحكومة بشأن تنفيذ التقييمات
الفنية لوصع البنية التحتية السكنية والاجتماعية في حلب وذلك لدعم الاستجابة المشتركة لعدة قطاعات.
وبسبب نقص التمويل، يعتمد الملايين على هذه الخدمات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، ونريد استمرارهم في حياتهم
واستعادة معيشتهم داخل سورية. تحث الأمم المتحدة الجهات المانحة على تقديم دعم فوري وطويل الأمد لأكثر من 100000 مستضعف ونازح في حلب، حتى يستمروا بالحصول على المساعدات المنقذة للحياة والمساعدات الأخرى.
فلا يزال عشرات الآلاف في حلب ينقصهم الماء الكافي والكهرباء. وتحتاج المدارس والأنظمة الصحية لإعادة بناء. كما يجب توفير الظروف المناسبة والبيوت والأحياء للنازحين من أجل أن يتمكنوا من العودة إلى بيوتهم. نحتاج لمساعدتكم في تحقيق تحسن ملموس في حياة ملايين المحتاجين في سورية الذين يقعون ضحية للأزمة سنةً أخرى