القابلة آمنة رزق: 54 عاماً من القبالة في مدينة السلمية شرق حماة في سوريا
على بعد ثلاثين كيلومتراً إلى الشرق من مدينة حماة في وسط سوريا تقع مدينة السلمية التي تسكنها القابلة آمنة رزق (76 عاماً) في رحلة مهنية امتدت على مدار 54 عاماً تروي قصصها "أم خطار" مستمتعة بالدهشة التي تتركها لدى مستمعيها.
كانت تبلغ من العمر 20 عاما عندما علمت ان صديقاتها يلتحقن بدورة القبالة في دمشق لتلتحق هي أيضاً معهم وتبدأ في العام 1969 مسيرة مهنية مليئة بالعمل الدؤوب والمفاجآت:" أذكر انني قمت بتوليد امرأة بدوية على سيارة شحن وعلى ضوء الشارع!! كانت هذه المرأة في زيارة لطبيب شخّص الام المخاض لديها بأنها مغص كلوي وعندما تركت العيادة ومشت في سيارة الشحن لمسافة خمسين متراً فقط ازدادت الامها وصراخها وتم مناداتي لفحصها حيث كانت على وشك الولادة وهي لا تعلم اصلا انها حامل. لم يكن هناك أي مجال الا توليدها حيث كانت، فوق سيارة الشحن، وأنجبت صبياً أصبح رجلاً يبلغ من العمر 35 عاماً."
وقد تقاعدت حالياً ام خطار كقابلة ممارسة للمهنة ولكنها عضوة في شبكة القابلات في السلمية التي يدعمها صندوق الامم المتحدة للسكان حيث يتم دعوتها لحضور الاجتماعات والاستفادة من خبرتها الطويلة في هذا المجال. وهي ترى ان حصيلة جهدها وعملها هو محبة سكان مدينة السلمية لها حيث يعرفها الجميع وينادونها ب "ستي" لأنها ولّدت امهاتهم وتقول:" جميعهم اولادي وبناتي وافرح جداً عندما اراهم بصحة جيدة وأحمد ربي انني طوال فترة عملي لم أفقد أماً واحدة او طفلاً واحداً أثناء الولادة."