لابد من حضور قوي للفتيات في عهد أهداف التنمية المستدامة
بيان المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان د. باباتوندى أوسوتيميهن، في اليوم الدولي للطفلة، 11 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
"هل هناك من يفكر على الأقل في تحسين حياتنا؟" كذا تسأل سوسميتا، طفلة في سن المراهقة من أوديشا، الهند.
لم تذهب سوسميتا إلى المدرسة يوماً. فهى ترعى بعض الحيوانات التي تملكها أسرتها وتراعي البيت. فمثلها مثل ثلث فتيات قريتها، ربما تتزوج قبل أن تبلغ 18 عاماً. تحلم سوسميتا بالذهاب إلى المدرسة، ولو حتى ليوم واحد فقط.
يؤكد موضوع اليوم الدولي للطفلة هذا العام ˈتقدم الفتيات = إحراز تقدم في الأهداف: حركة عالمية للبياناتˈ على أن ما يهم بالنسبة للفتيات هو الإهتمام بهن. إن الحصول على حقائق وأرقام ذات مصداقية عن وضع الفتيات من شأنه تسليط الضوء عليهن، علماً بأن الوصول إلى حياة كل فتاة في كل الأماكن والظروف المختلفة أمر ضرورى من أجل تحقيق التقدم المستدام. فتوفير هذا النوع من البيانات والمعلومات يساعد صناع السياسات والمجتمعات ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الشبابية والنشطاء والفتيات أنفسهنّ في تشكيل السياسات والمبادرات القادرة على إحداث تأثير إيجابي على حياة ملايين الفتيات في شتى أنحاء العالم.
إن الاستثمار في الفتيات المراهقات مثل سوسميتا يسمح لهنّ بالبقاء في المدارس واكتساب المهارات وتأجيل الزواج وولادة أطفالً أقل لكن في حالة صحية أفضل وأيضاً الحصول على دخلٍ أكبرٍ يستثمرنه في أسرهنّ ومجتمعاتهنّ. هذه الاستثمارات يجب أن تتحرك وتستنير ببيانات عالية الجودة من أجل تحقيق أقصى قدر من التأثير والنتائج مع رصد التقدم المُحرز. فهذه البيانات مهمة بصفة خاصة من أجل التعرف على الفتيات الأكثر تهميشاً ومعالجة احتياجاتهن؛ حيث أننا عادةً لا نعرف عنهنّ إلا القليل.
تستطيع ما يقل عن 50 دولة حول العالم توفير بيانات مصنفة بحسب الجنس والعُمر. فهناك فجوات كبيرة في البيانات المتاحة فى العديد من المجالات بما فى ذلك الفقر والعنف من قبل الشريك ووفيات المراهقات نتيجة مضاعفات الحمل والولادة خاصة في الفئة العمرية من 10 إلى 14 سنة. نتيجة لذلك، ما زالت التحديات التي تواجه العديد من الفتيات قائمة دون معالجة، وبالتالى فإن هذا القطاع الهام للغاية من المجتمع لا يُتاح له – مرة تلو المرة – فرصة تحقيق كامل إمكاناته.
لذا ونحن نعمل من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، يجب علينا ان نعترف بأن نجاحنا الجماعي يعتمد بشكلٍ مباشرٍ على كيفية الإجابة على سؤال سوسميتا.
إن لكل فتاة الحق في انتقال آمن وناجح من الطفولة إلى البلوغ، ولكل فتاة الحق في استغلال الفرص التي يهيئها المستقبل لها. لقد حان وقت الإقدام على استغلال قوة البيانات والحقائق والأرقام بالكامل كأداة من الأدوات الأكثر أهمية لتحقيق التنمية ولحماية وتعزيز حقوق الفتيات المراهقات.
سيستعرض التقرير الجديد ˈحالة سكان العالمˈ الذي سيصدره صندوق الأمم المتحدة للسكان أواخر هذا الشهر، كيف أن الدعم الذي نوفره للفتيات المراهقات حالياً من شأنه تحديد مستوى رفاهيتنا جميعاً في المستقبل.
إننا في صندوق الأمم المتحدة للسكان لملتزمون بدعم الفتيات المراهقات من أجل تحقيق كامل إمكاناتهنّ واختيار مصائرهن بأنفسهن. فكل فتاة من الفتيات في العالم مُهمّة للعالم.