دمشق، 15 يناير/كانون الثاني 2019
تعبر الأمم المتحدة في سورية عن بالغ قلقها إزاء حماية آلاف الأشخاص الذين يعتقد أنهم ما زالوا محاصرين بسبب الأعمال العدائية الجارية في المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) في هجين جنوب شرق محافظة دير الزور، بالإضافة إلى حوالي 11،000 ألف شخص فروا من هذه المناطق منذ بداية ديسمبر/كانون الأول. كما تشعر الأمم المتحدة بالقلق العميق إزاء الوضع الإنساني الحرج في مستوطنة الركبان المؤقتة جنوب سورية ، حيث لا يزال أكثر من 40،000 شخص نازح في حاجة ماسة للمساعدة.
يتسبب القتال المستمر في هجين بخسائر فادحة للمدنيين، وقد أفاد أولئك الذين تمكنوا من مغادرة مناطق القتال الدائر عن وقوع العديد من الضحايا المدنيين، بما فيهم النساء والأطفال، والنقص الحاد في الغذاء والإمدادات الطبية، والتدمير الواسع النطاق للبنى التحتية المدنية. ومع استمرار انعدام الأمن، لا يزال وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المتواجدين في منطقة هجين والأشخاص الفارين خاضعاً لكثير من القيود.
كما يقوم المدنيون الذين يغادرون منطقة هجين، وغالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين، برحلة شاقة لمغادرة مناطق القتال، تنتهي بمعظمهم إلى مخيم الهول في محافظة الحسكة. يواجه الأشخاص الفارين مخاطر حماية جسيمة على طول الطريق، بما في ذلك التعرض للقتال، ومخاطر المتفجرات وفترات الانتظار الطويلة عند نقاط التدقيق الأمني في ظل ظروف الشتاء القاسية. وبالتالي فإن العديد ممن وصلوا إلى مخيم الهول يعانون الإنهاك الشديد فيما توفي سبعة أطفال صغار بعد وقت قصير من وصولهم. ووفقاً لما أفاده هؤلاء النازحون، فإن انتقالهم إلى مخيم الهول يتم دون موافقتهم إذ يفضل الكثيرون البقاء في مناطق دير الزور.
أما في مستوطنة الركبان المؤقتة، تتزايد ظروف النازحين، ومعظمهم من النساء والأطفال، بالتدهور والتفاقم بسبب برد الشتاء. ومع محدودية إمكانية الحصول على الغذاء والرعاية الطبية وغيرها من أشكال الدعم، ومع استمرار القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية، فقد أصبح الناس في حاجة ماسة للمساعدة والحماية. كما تسبب الطقس البارد، ونقص المرافق الطبية، ومحدودية الوصول للماء الآمن بتفاقم المخاطر الصحية، ووفاة عدة أطفال صغار منذ بداية ديسمبر/كانون الأول. وكانت آخر مرة وصلت فيها الأمم المتحدة إلى الركبان في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، حيث قامت قافلة مشتركة بين منظمات الأمم المتحدة، بالاشتراك مع الهلال الأحمر العربي السوري، بإيصال المساعدات الغذائية والطبية وغيرها من المواد.
تناشد الأمم المتحدة جميع أطراف النزاع والأطراف المؤثرة عليهم باتخاذ جميع التدابير لحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية وفق التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وتدعو الأمم المتحدة كذلك جميع الأطراف إلى تيسير وصول مستمر ودون عوائق للمساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين في هجين والركبان والتقليل إلى أدنى حد ممكن من الضيق والمعاناة غير الضرورية للسكان المدنيين، سواء بالنسبة للأشخاص الفارين من هجين أو أولئك الذين تقطعت بهم السبل في الركبان .