أنت هنا

دمشـق وعمان، 6 شـباط 2024 

یصـادف الیوم ذكرى مرور عام على الزلزال المدمر اللذي ضـرب سـوریة وتركیا. قتل في سوریة نحو 6,000 ُ شخص وجرح ما یقارب 13,000 آخرین. لم یدمر ھذا الحدث حیاة الملایین من الناس فحسب، بل أحدث دمارا في البنیة التحتیة والاقتصاد في البلاد، واللذان قد دمرتھما 12 عاما من الصراع. 

وجاءت ھذه المأســاة في وقت كانت فیه ســوریة تواجه أزمة اقتصــادیة غیر مســبوقة - حیث یحتاج 15.3 ملیون شــخص إلى المســاعدات الإنســانیة. وقد أدى الزلزال إلى تفاقم الوضــع الإنســاني أكثر. وبغض النظر عن الأضــرار التي تقدر بملیارات الدولارات، فإن الخســائر البشــریة الناجمة عن ھذه الكارثة لا تحصــى. ولا یزال العدید من الأشــخاص نازحین حتى الآن، في انتظار الحلول وتوفیر المأوى.

لم یتردد الشـركاء في المجال الإنسـاني، الذین تأثر الكثیر منھم بالزلزال، في البدء بالعمل على الاسـتجابة منذ اللحظات الأولى. في ظروف ملیئة بالتحدیات الھائلة، بما في ذلك النقص الحاد في الوقود والكھرباء، ونقص المعدات الأســـاســـیة ونظام الرعایة الصحیة المنھك، قدمت الاستجابة الطارئة مساعدات منقذة لحیاة السكان المتضررین. خلال الشــھرین الأولین من الاســتجابة، قدم الشــركاء الإنســانیون وجبات جاھزة إلى 1.1 ملیون شــخص، وتم تقدیم ما یقارب ملیون مادة دوائیة للمرافق الصـحیة، بالإضـافة إلى حوالي 400,000 اسـتشـارة صـحیة ، وأكثر من 530,000 اسـتشـارة في مجال الصـــحة العقلیة، واســـتفاد أكثر من 800,000 شـــخص من الدعم المقدم في مجال الحمایة، وتلقى حوالي 112,000 شـخص خیمة طوارئ، وتمكن 560,000 شـخص من الوصـول بشـكل أفضـل للمیاه والصـرف الصـحي، وحصـلت أكثر من 43,000 عائلة مزارع على مساعدات زراعیة.

كان الزلزال بمثابة نداء عنیف للاسـتیقاظ على حقیقة أن الأزمة في سـوریة لا یمكن الاسـتمرار في الدفاع عنھا، وإشـارة واضـحة إلى أن التعافي المبكر ھو ضـرورة حتمیة. والیوم، یحتاج 16.7 ملیون شـخص إلى المساعدة الإنسانیة، ویأتي ھذا الرقم الصادم على خلفیة توقعات التمویل القاتمة والصراعات المحتدمة في جمیع أنحاء العالم.

لابد من تغییر ھذا السیاق. الیوم نجدد التزامنا بخدمة الشـعب السـوري من خلال معالجة الأسـباب الجذریة للأزمة السـوریة، ومن خلال تمكین المجتمعات من التعافي وإعادة البناء، بالإضافة إلى نشر الأمل للأجیال القادمة في البلاد. نحن ممتنون للغایة لسـخاء الجھات المانحة ودعمھم الثابت. ولكن ھناك حاجة إلى المزید حیث أنھ وبحلول نھایة عام 2023 لم یتم توفیر سـوى %36 من الموارد لخطة الاسـتجابة الإنسـانیة. إن التقاعس عن العمل سـیؤدي إلى المزید من المعاناة وسـیؤثر علینا جمیعا.

الوقت لیس في صالحنا

لمزید من المعلومات أولغا تشیریفكو، المتحدثة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسیق الشؤون الإنسانیة (أوتشا) في سوریة Cherevko@un.org