1 أيار 2025، دير الزور، سوريا
وسط الاضطرابات والمعاناة التي سببتها سنوات من النزاع في سوريا، وقف العاملون الصحيون مثل سميرة الحسين كمنارات أمل لمجتمعاتهم.
سميرة، قابلة لديها أكثر من 30 عامًا من الخبرة، تعمل اليوم ضمن فريق صحي متنقل مدعوم من صندوق الأمم المتحدة للسكان في دير الزور، حيث تقدّم رعاية منقذة للحياة للنساء في بعض أكثر المناطق حرمانًا وصعوبة في الوصول إليها في البلاد.
تتذكر سميرة واحدة من اللحظات المؤلمة التي مرت بها خلال الأزمة، وتقول:
"في أحد الأيام، اضطررت أنا وعائلتي إلى الفرار من منزلنا بينما كانت القذائف تنهال بالقرب منا. لجأنا إلى قبو قريب، وكانت هناك عائلة أخرى قد لجأت أيضًا – أب وأم وطفلان. كان الخوف واضحًا في أعينهم، وخصوصًا على وجه الأم التي كانت حاملًا في شهرها الأخير وقريبة من الولادة."
وسط التوتر والخوف، تصرفت سميرة بدافع غريزي نابع من مهنتها.
"اقتربت منها وقلت: لا تخافي، إذا بدأتِ بالولادة، سأكون هنا لمساعدتك – أنا قابلة. نظرت إليّ بارتياح شديد. في تلك اللحظة، لم تكن الكلمات مجرد عزاء، بل كانت طمأنينة بأنها لن تكون وحدها إذا حدث الأسوأ."
وفي لحظة من القلق والغموض، كانت سميرة هي من تدخلت بهدوء وإصرار. وبعد أن لاحظت علامات اقتراب الولادة وخطورة الوضع، قامت بسرعة بترتيب إحالة السيدة الحامل إلى أقرب مستشفى. وبفضل استجابتها السريعة ورعايتها، أنجبت المرأة طفلها في بيئة نظيفة وآمنة – بعيدة عن المضاعفات التي كان من الممكن أن تهدد حياتها وحياة مولودها. بالنسبة لسميرة، لم تكن تلك مجرد مهمة – بل حياة ساعدت في أن ترى النور بأمان.
على مدار الأزمة، واصلت سميرة والعديد من القابلات في جميع أنحاء سوريا تقديم خدمات الصحة الإنجابية الأساسية، رغم الظروف القاسية.
من السير على طرقات مدمرة ونقص في المستلزمات، إلى تقديم الرعاية في ملاجئ مؤقتة – بقيت عزيمتهن راسخة.
تقول سميرة:
"التحديات كثيرة خلال الأزمة في سوريا، مثل نقص وسائل النقل وقلة الموارد الطبية – لكن رغبتي في مساعدة الآخرين هي ما يدفعني دائمًا للاستمرار."
حتى في حالات الطوارئ، عندما تكون المستشفيات بعيدة المنال، تواصل القابلات تواجدهن في الخطوط الأمامية، يقدّمن الرعاية المنقذة للحياة ويعدن الكرامة للنساء والفتيات في جميع أنحاء سوريا.
فالقابلات مثل سميرة لا يضمنّ فقط الولادات الآمنة، بل يقدّمن أيضًا الدعم الصحي والنفسي للأمهات، ويراقبن الحمل، ويوفرن الرعاية بعد الولادة، ويرفعن الوعي بالقضايا الحيوية المتعلقة بصحة الأمهات والمواليد الجدد.