أنت هنا

"توفر لي الخياطة حاليا القدرة على تسديد ثمن أدويتي وتنقلاتي، طبعاً ليس هذا طموحي ولكن هذا هو المتاح في الوقت الراهن وهو يزيح عن كاهلي الهم الصحي ويجعلني قادرة على الاستمرار والسعي. أما جلسات الدعم النفسي الاجتماعي فهي تشد من ازري وتجعلني قادرة على مواجهة ما تضعه الحياة في طريقي من مصاعب." قالت وهيبة وهي تعرض ما خاطته من ملابس على الطاولة أمامها.

سجلت "وهيبة سيفاتي" (40 عاماً) في دورة خياطة وجلسات الدعم النفسي الاجتماعي في جمعية تنظيم الأسرة السورية في حلب في شهر ايلول من العام الماضي واستمرت في التردد على الجمعية حيث تمكنت من اتقان الخياطة لتخيط الملابس لجاراتها حالياً .

لم تكن حياة وهيبة سهلة أبداً فهي مطلقة منذ 23 عاماً، وتوفى والدها الذي كانت تعتبره صديقها وهي بعمر 18 عاماً الأمر الذي انعكس سلباً على نفسيتها. وزادت مصاعبها بإصابتها بمرض  المياه الزرقاء في عينها وهو مرض ينشأ نتيجة ارتفاع الضغط بالعين وإذا لم يعالج المرض يؤدي إلى تلف كلي في العصب البصري وبذلك تفقد العين قدرتها على الإبصار.

وتشرح وهيبة وضعها الصحي قائلة: "أجريت 6 عمليات جراحية في عينيّ الاثنتين آخرها كانت قبل عام واحد، وسوء صحتي النفسية هو خطر يتهددني لأن ارتفاع الضغط معناه إصابتي بالعمى. ولكن جلسات الدعم النفسي الاجتماعي في الجمعية ساهمت في التخفيف عني وزادت من قدرتي على الخياطة والعمل."

وتوفر جمعية تنظيم الأسرة السورية الشريك المنفذ لصندوق الأمم المتحدة للسكان الفرصة للمستفيدات من جلسات الدعم النفسي الاجتماعي اتقان مهارة يدوية بهدف تمكينهن اقتصادياً وخصوصاً الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي. ولكن هذا النوع من المبادرات يتطلب دعماً مالياً من الجهات المانحة لضمان نجاحها واستمراريتها.