"توفيت شقيقتي في حرب لبنان.. إنها من أقسى اللحظات التي قد يمر فيها الإنسان. سمعت أصوات قوية، غارات جوية استمرت لأيام، ثم أخبروني بوفاتها نتيجة القصف."
بهذه الكلمات بدأت فاطمة، 28 عامًا، رواية قصتها المؤلمة التي عانت فيها من النزوح المتكرر بسبب الحرب في سوريا. وبعد تصاعد الأعمال العدائية في لبنان، اضطرت مرة أخرى إلى الفرار بحثًا عن الأمان. تركت خلفها زوجها واتجهت إلى الحدود السورية، حيث عبرت عائدة إلى موطنها.
أثناء رحلة الهروب الطويلة، لم تفارق فاطمة آلام الولادة، وازداد انتفاخ قدميها بسبب الوقوف والمشي لساعات طويلة. وصلت إلى قرية جفرة المنصور في دير حافر شرقي حلب، حيث تواجد الفريق الطبي الجوال لصندوق الأمم المتحدة للسكان.
فور وصولها إلى القرية، توجهت إلى الطبيبة النسائية لتطمئن على صحتها وصحة جنينها. تلقت الفحص الطبي اللازم، وتم تحديد موعد ولادتها بعد ثلاثة أيام. اليوم، وبعد أسبوع من وصولها، نعود لزيارة فاطمة لنطمئن على حالتها الصحية، ونقدم لها حقيبة النظافة الشخصية والدعم النفسي الأولي.
يأتي هذا الدعم ضمن استجابة صندوق الأمم المتحدة للسكان للعائلات الوافدة من لبنان، بالتعاون مع جمعية الإحسان الخيرية التنموية، لضمان توفير الرعاية الصحية والدعم النفسي للنساء في هذه الظروف الصعبة.