يحتفل صندوق الأمم المتحدة للسكان بالعمل البطولي والمنقذ للحياة الذي تقوم به القابلات كل يوم، في ظروف بالغة الصعوبة في كثير من الأحيان. بفضل القابلات، تتمكن ملايين النساء سنويا من ممارسة حقهن في الحصول على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، بما في ذلك تنظيم الأسرة الطوعي. تساعد هذه الخدمات على ضمان أن يكون الحمل مرغوبا فيه وصحيا، وأن تكون الولادة آمنة.
ومع هذا، فالكثير والكثير من النساء يفتقرون إلى الحصول على هذه الخدمات. ونتيجة لذلك، تموت أكثر من 300,000 امرأة أثناء الحمل والولادة سنويا، ولا يعيش ما يقرب من 3 ملايين رضيع أكثر من شهر واحد، فيما يُولد 2,5 مليون جنين آخرين ميتين. وقد كان من الممكن إنقاذ معظمهم عن طريق الرعاية على يد قابلات ماهرات في ظل أنظمة صحية قوية.
يقدم صندوق الأمم المتحدة دعما قويا لتدريب وعمل القابلات في أكثر من 100 بلد. ومنذ 2009، وصندوق الأمم المتحدة للسكان يعمل مع الشركاء لدعم أكثر من 600 مدرسة للقبالة، مما أسهم في تعليم ما يزيد عن 80,000 قابلة. كما قمنا بتعزيز جمعيات القبالة الوطنية في 75 بلدا وساعدنا فى تعزيز الإطار التنظيمى لممارسة القبالة لضمان المساءلة .
يسلط موضوع اليوم العالمي للقابلة هذا العام، وهو "القابلات، والأمهات، والأسر: شركاء من أجل الحياة!"، على الدور شديد الأهمية الذي تلعبه القابلات. حيث تنقذ القابلات الأرواح، وتدعمن وتشجعن على تمتع الأسر بالصحة، وتمكنّ النساء والأزواج من اختيار ما إذا كانوا يرغبون بإنجاب الأطفال، ومتى يكون ذلك وكم عددهم. كما تساعدهن في تجنب الإصابة بالأمراض المعدية المنقولة بالاتصال الجنسي والوقاية من الإعاقات مثل ناسور الولادة، ومن انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأم للطفل، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث "الختان".
إن الوقاية من حالات وفيات الأمهات وحديثي الولادة وحالات الإعاقة وتمكين النساء من اتخاذ قرارات متبصرة وسليمة وممارسة حقوقهن، هو أمر أساسي بالنسبة إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030. ولتحقيق هذا، فإننا بحاجة إلى توسيع برامج القبالة، والتمسك بأعلى المعايير العالمية، وتعزيز مناخ يعمل على تمكين القابلات لتلبية احتياجات النساء وأسرهن بصورة فعالة.
في هذا اليوم، أحث جميع الحكومات وشركاء التنمية على الانضمام إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان في دعم القابلات لكي تبقى المزيد من النساء على قيد الحياة، ولتنعمن وتنعم أسرهن ومجتمعاتهن بالازدهار.