مشاعرنا كيف نتعامل معها!؟
من الطبيعي كبشر أن نشعر بالفرح والحزن، الارتباك والاطمئنان، الغضب والهدوء، حيث تتقلب مشاعرنا الانسانية باختلاف المواقف والاحداث التي نتعرض له .
شعورك بالضيقة والحزن لا يعني أنك تعاني من اضطراب الاكتئاب.
شعورك بالتوتر والخوف لا يعني أنك تعاني من اضطرابات القلق.
علينا أن نتقبل المشاعر السلبية مثلما نستمتع بالمشاعر الإيجابية، لأن رفض المشاعر السلبية، يفاقم الشعور بها، مما يؤدي إلى مشاكل نفسية وصحية عديدة.
أيار شهر التوعية بالصحة النفسية
يتردد الكثير من الناس في طلب المساعدة والعلاج حتى لا يتم الحكم عليهم او السخرية منهم وتجنب التعامل معهم . لذا يختار العديد السكوت عن كل ما يتعلق بصحتهم النفسية.
وحتى من يقررون مراجعة اخصائي او طبيب نفسي، فإنهم يشعرون بالاحراج من مشاركة ذلك مع اصدقائهم وعائلاتهم بسبب الوصمة المتعلقة بالأمراض النفسية.
إن القلق والاكتئاب مشاكل نفسية يتسبب مزيج من العوامل في تشخيصها مثل الوراثة، سمات الشخصية المتأصلة، سوء المعاملة، الصدمات، ظروف الحياة، الصراعات الشخصية ..الخ
لذا لا تتردد في طلب المساعدة.
ماهي الصدمة!؟
الصدمة هي "استجابة عاطفية لحدث مروع، مثل حرب أو اعتداء أو كارثة طبيعية".
ومع ذلك، قد يتعرض الشخص للصدمة كرد فعل على أي موقف يجده مهددا لسلامته الجسدية أو العاطفية.
قد يتسبب التعرض للاعتداء الجسدي أو النفسي أو الجنسي، أو الحوادث المرورية، أو تجربة الولادة أو الإجهاض أوالإصابة بالأمراض الخطيرة، وفقدان شخص مقرب، ومواجهة الكوارث الطبيعية والحروب والعنف بتشكل أعراض الصدمة.ولكن لا يتعرض كل من يواجه المواقف القاسية للصدمة بطبيعة الحال، إذ يعتمد الأمر على نفسية الشخص وخبراته السابقة والدعم من البيئة المحيطة والعديد من العوامل المؤثرة.
أعراض الصدمة:
عندما يصاب شخص بصدمة قد يبدأ في الشعور بالإنكار وعدم الاستيعاب كرد فعل أولي، تتبعه حالة من الغضب والخوف والحزن الشديد، وهو مزيج قاسٍ من المشاعر التي قد تتطور إلى إحساس بالخزي والذنب وشعور بالقلق والاكتئاب.
ومن بين الأعراض الأخرى: اليأس وصعوبة التركيز والكوابيس وصعوبة النوم والانطواء. وبالإضافة إلى الأعراض النفسية هناك أعراض جسدية للصدمة، أبرزها الصداع واضطرابات الجهاز الهضمي والشعور بالتعب وتسارع دقات القلب.
ونتيجة حالة التأهب النفسية والجسدية تلك قد تتطور الصدمة لاضطرابات نفسية، مثل الاكتئاب والقلق المزمن والإدمان. وإذا لم تخف أعراض الصدمة أو إذا تفاقمت ووجد المصاب نفسه غير قادر على التعايش فغالبا تكون الصدمة قد تطورت إلى اضطراب ما بعد الصدمة PTSD
للتعافي من الصدمة النفسية
- تحرك: تؤدي الصدمة إلى تعطيل التوازن الطبيعي لجسمك، مما يؤدي لحبسك في حالة من فرط التوتر والخوف، لذا بالإضافة إلى حرق الأدرينالين وإفراز الإندورفين يمكن أن تساعد التمارين والحركة في إعادة ضبط جهازك العصبي. مارس الرياضة لمدة 30 دقيقة أو أكثر في معظم الأيام، وبدلا من التركيز على أفكارك ركز على جسمك وكيف تشعر.
لا تعزل نفسك: من آثار التعرض للصدمة الرغبة المتواصلة في الانطواء، لكن العزلة تزيد الأمور سوءا.ويساعد التواصل مع الآخرين وجهاً لوجه على التعافي، لذا ابذل جهدك بالحفاظ على علاقاتك وتجنب قضاء الكثير من الوقت بمفردك.
إعادة ضبط جهازك العصبي: بغض النظر عن مدى شعورك بالخوف والقلق وفقدان السيطرة من المهم معرفة أنه يمكنك تغيير نظامك العصبي وتهدئة نفسك، وهذا لن يساعد في تخفيف القلق والاكتئاب فحسب، بل سيمنحك إحساسا أكبر بالسيطرة أيضا. ويتم ذلك من خلال:
- تمارين التنفس بانتظام.
- التركيز على الحواس، مثل تذوق الطعام بتركيز، وتربية حيوان أليف.
- تمارين التأمل والاسترخاء.
اعتن بصحتك العامة: التمتع بجسم سليم يمكن أن يعزز قدرتك على التعامل مع الصدمة:
احصل على قسط كاف ومنتظم من النوم.، تناول نظاما غذائيا متوازنا، وتجنب الأطعمة الغنية بالسكر والدهون..
استعن بمختص نفسي: يستغرق التعافي من الصدمة وقتا وجهدا، وتختلف الوتيرة من مصاب لآخر، ولكن إذا مرت أشهر ولم تتحسن فقد تحتاج لمساعدة طبيب أو أخصائي نفسي.